انتخاب سوزان لي أول امرأة تقود الحزب الليبرالي في أستراليا
انتخاب سوزان لي أول امرأة تقود الحزب الليبرالي في أستراليا
انتُخبت سوزان لي زعيمةً جديدةً لحزب أستراليا الليبرالي، لتصبح بذلك أول امرأة تتولى قيادة الحزب الفيدرالي في تاريخه الممتد لأكثر من 80 عامًا، وفق ما أفادت به قناة ABC الأسترالية، الاثنين.
ويشكّل الحزب الليبرالي القوة المعارضة الرئيسية في البلاد منذ عام 2022، ويُعد ثاني أكبر حزب سياسي في أستراليا.
تفوقت لي، البالغة من العمر 63 عامًا، على منافسها المحافظ أنغوس تايلور بعد أن حصلت على 29 صوتًا مقابل 25 خلال تصويت داخلي أجراه نواب الحزب.
وأسفر الاقتراع أيضًا عن اختيار النائب تيد أوبراين ليكون نائبًا لها في قيادة الحزب، ويُعد هذا التغيير القيادي لحظة فارقة في تاريخ الحزب الذي ظل لعقود طويلة تحت قيادة رجال، خاصة من التيار المحافظ.
خطاب يعِد بتجديد النهج
في أول كلمة لها بعد فوزها، تعهدت لي باتباع نهج جديد ومختلف لإعادة تشكيل صورة الحزب الليبرالي، خاصة بعد الهزيمة القاسية التي تلقاها الائتلاف اليميني الوسطي في الانتخابات الفيدرالية الأخيرة.
وقالت لي إنها تنوي "فتح صفحة جديدة" عبر التركيز على الاعتدال السياسي وتعزيز التمثيل النسائي والقضايا البيئية والتنمية الإقليمية، مؤكدة أن الحزب بحاجة إلى التحدث بلغة الشارع الأسترالي والتقرب من أولويات الناس الفعلية.
تُعرف سوزان لي بمواقفها المعتدلة والداعمة للسياسات البيئية والاجتماعية، وقد شغلت عدة مناصب وزارية في حكومات سابقة، من بينها وزارة البيئة ووزارة الخدمات الاجتماعية.
ويُنظر إليها على أنها تمثل تيارًا أكثر انفتاحًا داخل الحزب الليبرالي مقارنةً بالقيادات السابقة، ما يمنح الحزب فرصة لإعادة رسم سياساته بما يتلاءم مع توجهات الجيل الأسترالي الجديد.
فرصة لإحياء الحزب
جاءت هذه التطورات بعد الانتخابات الفيدرالية التي جرت في 3 مايو الجاري، والتي أسفرت عن فوز حزب العمال بزعامة رئيس الوزراء أنتوني ألبانيز بـ92 مقعدًا من أصل 150 في مجلس النواب، ما مكنه من تشكيل حكومة جديدة لولاية ثانية.
وأقر زعيم الحزب الليبرالي السابق بيتر داتون بالهزيمة وقدم استقالته من زعامة الحزب، فاتحًا الباب أمام التغيير الذي قاد إلى انتخاب سوزان لي.
ويرى مراقبون أن انتخاب لي قد يشكل فرصة حقيقية لإعادة إحياء الحزب الليبرالي بعد سنوات من التراجع، خاصة إذا استطاعت تحقيق التوازن بين قواعد الحزب التقليدية والتوجهات الليبرالية الجديدة داخل المجتمع الأسترالي.
وتواجه لي تحديات كبيرة أبرزها استعادة الثقة الشعبية وتوسيع قاعدة الحزب الانتخابية قبل موعد الانتخابات المقبلة.